الموضوع
:
معنى الآية : (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا)
عرض مشاركة واحدة
#
1
06-21-2019, 12:30 AM
SMS ~
اوسمتي
لوني المفضل
Black
رقم العضوية :
751
تاريخ التسجيل :
Jun 2017
فترة الأقامة :
2518 يوم
أخر زيارة :
03-24-2020 (12:49 AM)
المشاركات :
148,019 [
+
]
التقييم :
699184
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 1
معنى الآية : (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
......
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال
: ما معنى الآية : (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا)
الجواب :
الحمد لله
لأهل العلم في تفسير هذه الآية قولان مشهوران :
القول الأول :
أن المعني : لا تنس نصيبك مما أباح الله لك فيها من المآكل والمشارب والملابس
والمساكن والمناكح ، فإن لربك عليك حقًّا ، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقا .
"تفسير ابن كثير" (6/253) .
وهذا قول الحسن وقتادة وابن جريج .
وقد سئل الإمام مَالِكٌ رحمه الله عَنْ هذه الآية فَقَالَ : (أَنْ يَعِيشَ وَيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ غَيْرَ
مُضَيِّقٍ عَلَيْهِ فِي رَأْيٍ) انتهى .
"المنتقى" (4 / 302) .
ويؤيده قوله تعالى قبلها : ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ ) أي : استعمل ما
وهبك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة ، في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع
القربات ، التي يحصل لك بها الثواب في الدار الآخرة ، ولا تنس مع ذلك نصيبك من
الدنيا .
فلا نأمرك أن تتصدق بجميع مالك وتبقى ضائعا ، بل أنفق لآخرتك ، واستمتع بدنياك
استمتاعا لا يضر دينك ، ولا يضر بآخرتك .
راجع : "تفسير الطبري" (19 / 625) - "تفسير ابن كثير" (6/253) – "زاد المسير" (6/241) - "تفسير السعدي" (ص/623) .
"والإسلام وسط في العمل للدنيا والآخرة ، فكل منهما عبادة لله تعالى ، وتحقيق
لغاية الوجود الإنساني ضمن شروط معينة ، بينما تأرجحت المذاهب الأخرى بين الاهتمام بالنواحي المادية الذي يظهر في المدنية الغربية الحديثة ،
وأصبح معبودها هو المال
والقوة والرفاهية والرقي المادي - وبين الإزراء بهذا الرقي المادي والمتاع
الدنيوي
كما هو الشأن في المذاهب التي تدعو إلى الرهبنة وتعذيب الجسد من أجل الروح
وتهذيبها للوصول إلى مرحلة الفناء ، أما الإسلام فيقول الله تعالى : (رَبَّنَا آتِنَا فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) البقرة /201 ، وقوله : (وَابْتَغِ فِيمَا
آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ
الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) القصص/77 " .
"بحوث ندوة أثر القرآن في تحقيق الوسطية ودفع الغلو" (ص/400) .
والقول الثاني :
لا تنس نصيبك من الدنيا بأن تعمل فيها للآخرة .
وهذا القول اختاره أكثر المفسرين ، وهو قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما .
قال الشوكاني :-
"قال جمهور المفسرين : وهو أن يعمل في دنياه لآخرته ، ونصيبُ الإنسان : عمرهُ
وعملُه الصالح . قال الزجاج : معناه : لا تنس أن تعمل لآخرتك ، لأن حقيقة
نصيب الإنسان من
الدنيا الذي يعمل به لآخرته" انتهى .
"فتح القدير" (4/266) .
وعن مجاهد قال :- عمرك تعمل فيه لآخرتك . "تفسير ابن أبى حاتم" (9 / 3010) .
وقال مجاهد أيضا :- لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب ،
لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل للآخرة .
"تفسير البغوي" (6 / 221) .
وقال عون بن عبد الله :- إن قوما يضعونها على غير موضعها (وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ
مِنْ الدُّنْيَا) :تعمل فيها بطاعة الله .
"تفسير الطبري" (19 / 524) .
وقال الطبري يقول : ولا تترك نصيبك وحظك من الدنيا ، أن تأخذ فيها بنصيبك
من الآخرة ، فتعمل فيه بما ينجيك غدا من عقاب الله .
"تفسير الطبري" (19 / 524) .
وقال القرطبي :- "اختلف فيه ؛ فقال ابن عباس والجمهور : لا تضيع عمرك في
ألا تعمل عملا صالحا في دنياك ؛ إذ الآخرة إنما يعمل لها ، فنصيبُ الإنسان :
عمره وعمله الصالح فيها ، فالكلام على هذا التأويل شدة في الموعظة .
وقال الحسن وقتادة : معناه : لا تضيع حظك من دنياك في تمتعك بالحلال وطلبك
إياه ، ونظرك لعاقبة دنياك . فالكلام على هذا التأويل فيه بعض الرفق به وإصلاح
الأمر الذي يشتهيه" انتهى .
"الجامع لأحكام القرآن" (13 / 314) .
ولا منافاة بين القولين فالمؤمن لا ينسى نصيبه من الدنيا ـ فيتمتع بها تمتعاً مباحاً ،
لا يجره إلى الحرام ، ويستعين بهذا المباح على طاعة الله تعالى ، فهو ترويح
عن النفس ، واستجماع لنشاطها .
والمؤمن لا ينسى نصيبه من الدنيا ، وهو عمله الصالح الذي سيصحبه في قبره ،
ولهذا أثنى الله تعالى على من يدعو قائلاً : (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ
حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) البقرة/201 .
قال ابن كثير :-
" فجمعت هذه الدعوةُ كلَّ خير في الدنيا ، وصرَفت كلّ شر ؛ فإن الحسنة في الدنيا
تشملُ كلّ مطلوب دنيوي ، من عافية ، ودار رحبة ، وزوجة حسنة ، ورزق واسع ،
وعلم نافع ، وعمل صالح ، ومركب هنيء ، وثناء جميل ، إلى غير ذلك مما اشتملت
عليه عباراتُ المفسرين ، ولا منافاة بينها ، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في
الدنيا .
وأما الحسنة في الآخرة فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع
الأكبر في العَرَصات ، وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة
" انتهى .
"تفسير ابن كثير" (1/558) .
والله أعلم
...
تَرف
,
نقطه
معجبون بهذا
توقيع :
امبرا تسلم ايديك ي قلبي على هذا الاهداء المميز
زيارات الملف الشخصي :
2340
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 58.79 يوميا
انثى مختلفة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى انثى مختلفة
البحث عن كل مشاركات انثى مختلفة